هنا على أرصفة الوطن ** نور شحادة

هنا على أرصفة الوطن .

حيث كل شيء بالمقلوب 

مثلا تسير في الشارع 

ترى سيدة بجسد أنثوي ورأس أب فأعلم أنها أرمله ؛

او قد ترى طفلا .. يمشي بكتف مائل 

فأعلم أنه يتيم ؛

وسترى أيضا طفلة تقف عند نهاية الشارع .... تمسك بدمية مقطوعة الرأس ....جرب أن تسألها ؟..

ستخبرك أنها لا زالت تنتظر عودة امها من السوق ؛

قبل ان يلتهمها الإنفجار ؛

فقد اخبرتها منذ عام وأكثر أنها ستجلب لها دمية جديدة ولم تعد إلى اليوم ؛

سترى أيضا رجل عجوز 

يجلس فوق أحد الأرصفة 

وعلى وجهه ملامح فزع مجعدة 

حين تمر من جانبه سيصرخ بوجهك 

طالبا منك خلع ساقيك عند السير .... 

كيلا يتألم من وقع خطاك على الرصيف ؛

لانه شهد انتشار أشلاء كثيرة فوق تلك الأرصفة ؛

وسترى منارات كثيرة .......

وجوامع أكثر ...................

وبجانب الجوامع ينام مشردون كثر ؛

وسترى قلوب امهات معلقة في الشوارع على هيئة صور شهداء .

وسترى شاب يسير في الشارع يحدث نفسه ؛

اعلم انه كان يحب احداهن وماتت بالانفجار ؛

وسترى اغلب الناس ترتدي اجسادها بالمقلوب، استعدادا لمن سيغتالهم من الخلف ؛

وسترى طفلا لم يتجاوز العامين 

يرتدي فردتي حذاء بالمقلوب 

لانه يعلم ان كل الطرق معكوسة تحت قدميه ؛

وسترى صورة لطفلة تعرض كبدها على طاولة للبيع كأنها اضحية للعيد ؛؛؛؛؛؛

وسترى وسط الميادين .

"صور وتماثيل لشخصيات عظيمة يسجد لها كثييببببيييير من العبيد"

اياك ان تسأل عن أصحاب الصور .....؛ 

سيقطع لسانك ويرمى في المطر .

قبل ان تكمل سؤالك عنهم ..؛

هنا الشام، حيث يتفنن الموت بالطفولة ؛

رئيس مجلس إدارة المجلة

ورئيس التحرير

الشاعر والكاتب المسرحي

علاء محروس مرسي