code slider 1.txt Open with Displaying code slider 1.txt.

الجمعة، 26 فبراير 2016

السر في الخُرج [ قصة قصيرة ] سامية سليمان


من أرشيف المحاكم 
________________

السر في الخُرج [ قصة قصيرة ]
---------------
برق ورعد وصفير وزمهرير .. وليل حالك من ليالي أمشير .. بإحدي قري الصعيد النائية .. والأهالي في سبات عميق .. البيوت مظلمة عدا ضوء باهت ببيت العمدة .. ولا صوت لإنسان سوي صوت شيخ الخفر الذي يثبت وجوده بين آونة وأخري .. ولقد اتخذ له كِنَّا يحميه من هذا الجو المضطرب ..الساعة تقترب من الثانية عشر في منتصف الليل .. سمع حفيفا بعيدان القصب .. لازالت خضراء بالأرض .. لم يأبه ظنا منه أنه نتيجة الرياح الشديدة .. وبعد فترة وجيزة أراد أن يقضي حاجة له .. فدخل وسط الزروع .. اصطدمت قدماه بجسم ليِّن .. وجه إليه كشافه الضعيف .. رأي جثة إنسان بلا رأس .. نسي ماقدم إليه .. هرول مسرعا إلي بيت العمدة الذي قام بدوره بإبلاغ النقطة .

حضر المأمور ومعه بعض المخبرين .. عاينوا الجثة والمكان .. أمر المأمور شيخ الخفر وأحد المخبرين بحراسة الجثة حتي الصباح الباكر حيث يتعذر لسيارة المشرحة الوصول إلي هذا المكان في الظلام الدامس بين المزارع والمصارف والطمي اللزج .

شعرا بالبرد .. ذهبا إلي الكن .. أشعلا راكية نار للتدفئة وعمل الشاي وشرب الجوزة .. أخذا يتحدثان حول موضوع الجثة .. وعمن عساه أن يكون القتيل ؟ وعمن عساه أن يكون القاتل ؟ .. لم يصلا لشيء .. حيث أصحاب الثأر لا حصر لهم .

ذهب المخبر ليطمئن علي الجثة .. لكنه لم يجدها .. ذعر وصاح يعاتب شيخ الخفر [ العهدة اتسرقت ] منك لله .. خربت بيتنا .. حنروح في حديد .. يعني كان لازم من الشاي والجوزة ؟ رد شيخ الخفر بدهاء وبرود : ولا يهمك عاد .. الساعة دلوك ثلاثة صباحا .. وأول واحد حياجي ع يكون مكان اللي انشال .. ولا من شاف ولا من دري ..

رد المخبر مذعورا : لا ياعم مستحيل ألطّخ إيدي بالدم .. يادي البلوة ..

زجره شيخ الخفر : أبّاي .. مالك خايف ع تولول كيف الحريم عاد .. خللي الشغلانة كلاتها علياني .. وع تسك خاشمك واصل .

خاف المخبر ليفعل به هذه الفعلة .. فلم ينطق .. ونفذ شيخ الخفر فعلته ..

وصلت سيارتا الشرطة والمشرحة في السادسة صباحا .. وأخذوا الرجال الجثة وانصرفوا ..

وهنا أمسك شيخ الخفر بطرف شاربه يبرمه مزهوا بما أنجزه .. ونظر للمخبر هامسا متهكما قائلا له : هع .. ياجبان ..

جاء في تقرير الطبيب الشرعي بأن القتيل قتل منذ ساعتين فقط لا أكثر من ست ساعات كما أبلغوه .. وهنا ذهل المأمور .. واستدعي المخبر وشيخ الخفر في الحال .. وزجرهما بعنف لينطقان بالحقيقة .. وإلا سيكون مصيرهما حبل المشنقة ..

ضعُف المخبر قائلا : أنا مليش دعوة يابيه .. هوه اللي عمل كل حاجة ..
سأله المأمور : وماذا فعل شيخ الخفر ؟

فأخبره بما حدث .. وأنه مر عليهما رجل يمتطي حمارا فاستدرجه شيخ الخفر في الحديث ثم باغته بالفأس علي رأسه .. وقد دفن الرأس مع الفأس علي بعد أمتار من الجثة ..

سأله المأمور عن الحمار .. فأخبره أنه سرح وسط الزراعة .

أخرجوا الفأس والرأس ليتعرفوا علي القتيل الجديد .. وبعد بحث هنا وهناك عثروا علي الحمار واقفا يأكل من الزرع وعلي ظهره خرج به بعض حزم من البرسيم تضم كيسا من النايلون به رأس إنسان .. إتضح أنها رأس القتيل الذي اختفي .. وكان القاتل ذاهبا بها إلي من حرّضه علي القتل.. ليأخذ أجره .. !!

سامية سليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ضع تعليقا لمجلتكم :
هل أوفينا ؟
هل لكم إقتراحا لمجلتكم ؟
ما طلبكم قبل نشر مقالكم ؟
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
الأديب والشاعر الجريح
علاء محروس مرسي